الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنظرًا إلى أنك عندك خلفية عن المذهب المالكي، ومن بلد يغلب فيه، فسيكون الجواب انطلاقًا من هذا المذهب، فنقول -وبالله التوفيق-:
ما فعلته صحيح؛ إذ الظاهر من كلام فقهاء المالكية أنك تهوي حتى تصل إلى هيئة الرفع من السجود فقط، ثم تكبّر، وتأتي بالركعة الثانية من صلاة التراويح، ثم بعد السلام تسجد البعدي، إذا لم تكن موسوسًا، جاء في حاشية الدسوقي المالكي: وأما لو سلّم من واحدة تامة، أو من ثلاث تامات؛ فإنه يرجع لحالة رفعه من السجود، ويُحرِم حينئذ؛ لأنها الحالة التي فارقها فيها، ولا يجلس -كما قاله ابن رشد-، ولا فرق بين كونه تذكر وهو قائم، أو تذكر وهو جالس. اهـ.
وفي الفواكه الدواني للنفراوي المالكي أثناء الحديث عن هذه المسألة: (ثم) بعد إحرامه بالنية، والتكبير، مع رفع اليدين، كما قدمنا (يصلح) وفي بعض النسخ: يصلي (ما بقي عليه) من الصلاة، ويسجد، إلا أن يكون مستنكحًا، فلا سجود عليه، كما يأتي. اهـ
وما نسبته للمالكية صحيح بخصوص من نسي سجدة، فإنه يجلس ليأتي بها من جلوس، قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: يعني: أن من تذكر أنه نسي سجدة واحدة، فإنه يجلس ليأتي بها من جلوس؛ بناء على أن الحركة للركن مقصودة، بخلاف لو تذكر أنه ترك السجدتين بعد قيامه؛ فإنه يأتي بهما من غير جلوس، بل ينحط لهما من قيام، كمن لم ينسهما. اهـ
وعلى كل حال؛ فإن صلاتك صحيحة، وليس ثمّ ما يبطلها.
والله أعلم.