الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعجل لك الشفاء، ويعافيك، ويفرج كربك، ويشرح صدرك، ويوسع لك في الرزق الحلال.
واعلمي أنّ شهادات الاستثمار التي تتعامل بها البنوك الربوية؛ فهي في حقيقتها قرض، وفوائدها ربا محرم.
وأمّا الشهادات التي تتعامل بها البنوك الإسلامية وفق ضوابط الشرع في المضاربة؛ فهي جائزة، والربح منها حلال، وانظري الفتوى: 400393
والبطاقات الائتمانية إذا كانت مشتملة على شرط غرامة عند التأخر في السداد، أو زيادة تؤخذ على السحب النقدي؛ فهي غير جائزة، ولا يجوز استصدراها. وأمّا إذا خلت من الشروط المحرمة؛ فهي جائزة، وراجعي الفتوى: 118438
وعليه؛ فاستعيضوا عن الشهادات الاستثمارية الربوية بالشهادات المباحة في البنوك الإسلامية، وكذا البطاقة الائتمانية.
وفي الأخير إذا كنتم مضطرين حقيقة لهذه الشهادة أو البطاقة، فالضرورات تبيح المحظورات.
ونذكرك بأهمية التوكل على الله، والثقة فيما عنده. فتوكلي عليه، وسوف يكفيك ما يهمك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
واصبري ولا تجزعي، واعلمي أنّ العبد إذا قابل البلاء بالصبر والرضا عن الله؛ كان ذلك سببا لرضى الله عنه، ونيل الثواب العظيم.
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم. فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.
والله أعلم.