الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولًا أن الاختلاط بين الجنسين باب شر، ومدعاة لكثير من الفساد، ومن ذلك ما حدث من تعلّق هذا الشخص بك، ثم تعلّق صديقتك به، ولو أنكم جانبتم الاختلاط المذموم؛ لما وقع شيء من هذه المفاسد.
فعلى كل من واقع شيئًا من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، ثم قد كان عليك أن تناصحي زميلتك، وتبيّني لها حرمة مكالمتها لهذا الشخص، وأن عليها أن تتوب إلى الله تعالى، لا أن تبدئي بفضيحتها، وإعلام أمّها؛ فقد أخطأت حين لم تنصحيها، وكشفت سترها، وأعلمت أمّها.
وأخطأت كذلك في كونك لم تكوني تريدين منعها من المنكر -كما يظهر-، وإنما كنت تريدين الانتصار لنفسك، كما هو واضح من سؤالك.
وعليك الآن أن تناصحي تلك الصديقة، وتذكري لها أنك تخافين عليها عذاب الله تعالى، وتحبين لها الخير، وتدعيها إلى التوبة النصوح.
وإذا تبت مما وقع منك؛ فلن يضرك شيء -بإذن الله-؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.