الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفّقك.
ثم اعلم أن رمضان موسم للعبادة -من قراءة القرآن، وقيام الليل-.
ولا شك أن الانشغال بدراسة العلوم الدنيوية؛ لا يعدل تلك العبادات.
وإذا كان بعض أئمة السلف يتوقفون عن مدارسة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انشغالًا بالقرآن الكريم، كما قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. اهـ. من لطائف المعارف لابن رجب. فكيف الشأن بالعلوم الدنيوية؟!
ثم إنه ليس مطلوبًا منك أن تجعلي ساعات يومك كلها تلاوة، أو ليلك كله قيامًا، وصلاة، بل اقرئي من القرآن، وصلي من الليل ما تقدرين عليه.
والجمع بين التلاوة والقيام، وبين مذاكرة الدروس، ليس أمرًا عسيرًا -إن شاء الله-.
وعامة المسلمين الذي يعمرون المساجد بالتلاوة، والقيام في رمضان عندهم من الأعمال والمشاغل الشيء الكثير، لكنهم يستعينون بالله، ويجمعون بين العبادة في رمضان، وبين قضاء تلك الحاجات. وراجعي للفائدة الفتوى: 184449.
والله أعلم.