الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو الله أن يبعد عنك الوسواس ويعافيك مما أنت فيه، واعلمي أن التخلص من وسوسة الشيطان يحصل بالالتجاء إلى الله والاستعاذة به من الشيطان الرجيم والانشغال بأسباب الخشوع وقراءة المعوذتين ضمن أذكار الصباح والمساء، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص طريقة للتخلص من الوسوسة أثناء الصلاة حين جاءه، فقال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
أخرجه مسلم.
- وأما مسألة النذر، فالأصل أن الوفاء به واجب، فقد روى البخاري وأصحاب السنن ومالك وأحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. ولكن ما فعلته أنت يسمى نذر اللجاج، وهو الذي يخرج مخرج اليمين يريد به صاحبه أن يمنع نفسه من فعل شيء معين، أو أن يحثها على شيء، وهذا النوع من النذر لا يلزم الوفاء به، وصاحبه مخير بين الوفاء به وبين إخراج كفارة يمين، وكفارة اليمين هي التي وردت في قوله تعالى: [فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ] (المائدة: 89).
- واعلمي أن ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وراجعي حكم ترك الصلاة في الفتوى رقم: 1145.