الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدتك، وأن يرفع درجتها في الجنة؛ إنه سميع مجيب.
واعلم أن حرص أمك آخر عمرها على حفظ كتاب الله -تعالى- مع ما هي فيه من شدة المرض؛ دليل على حسن خاتمتها، وأنها على خير، وما دامت كانت عازمة على حفظ القرآن كاملا ـ كما هو الظاهرـ ثم منعها المرض، أو الموت من ذلك، فإنها تحصل على ثواب من حفظ القرآن كله. وراجع المزيد في الفتوى: 300484.
كما أن المرض سبب لتكفير السيئات، ورفع الدرجات، كما تقدم في الفتوى: 368548.
ويجوز لك الدعاء لأمك بأن تكون في أعلى درجات الجنة، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة .. إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه.
قال ابن الملقن في كتابه: التوضيح لشرح الجامع الصحيح: قوله: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى" خطاب لجميع أمته، يدخل فيه المجاهد وغيره؛ فدل ذَلِكَ على أنه قد يُعطِي الله لمن لم يجاهد قريبًا من درجة المجاهد؛ لأن الفردوس إذا كان أعلى الجنة، ولا درجة فوقه، وقد أمر الشارع جميع أمته بطلبه من الله دل أن من بَوَّأَه الله إياه، وإن لم يجاهد، فقد تقاربت درجته من درجات المجاهدين في العلو، وإن اختلفت الدرجات في الكثرة، والله يؤتي فضله من يشاء. اهـ.
والله أعلم.