الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا مسائل:
إحداها: أن من استمنى في نهار رمضان جاهلا بتحريم الاستمناء، وأنه من المفطرات، فصومه صحيح لا يحكم بفساده، ولتنظر الفتوى: 79032.
والثانية: أن من صلى وهو جنب جاهلا بوجوب الغسل، ففي صحة صلاته خلاف، ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية عدم وجوب الإعادة، وتنظر الفتوى: 125226.
والثالثة: أنه لا يجب الغسل بمجرد الاستمناء، بل لا بد من التحقق من خروج المني الموجب للغسل، وصفة مني المرأة قد بيناها في الفتوى: 128091.
ومع عدم اليقين فالأصل عدم خروج شيء.
والرابعة: أن الشك في صحة العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، وتنظر الفتوى: 120064.
والخامسة: أنه على فرض حصول الجنابة، فإن الصوم مع وجودها وعدم الاغتسال منها، صحيح، ما لم يرتكب الشخص ما يفسد الصوم أثناء الصوم.
وبمعرفة ما قررناه، يتبين لك أن الظاهر أنه لا قضاء عليك لشيء من الصلوات، ولا أيام رمضان؛ إذ لا يعدو ذلك كله أن يكون مجرد شك لم يصل إلى درجة اليقين.
وعلى تقدير تيقنك خروج المني في نهار رمضان، فقد ذكرنا لك ما ينبني على ذلك، والخطب سهل بحمد الله، ودين الله يسر لا عسر فيه.
والله أعلم.