الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من حقّ والدتك أن تأخذ بطاقة الصراف الآلي الخاصة بك، وتمنعك من التصرف في مالك؛ فما دمت رشيدة، فلك التصرف في مالك بما أحلّ الله.
وليس من حقّها أن تجبرك على شراء سيارة، لا حاجة لك فيها.
وراجعي حدود طاعة الوالدين في الفتويين: 76303، 272299.
لكن أمّك حريصة على مصالحك، مريدة لك الخير حسب ما تراه؛ فنصيحتنا لك أن تطيعيها فيما تأمرك به، ما استطعت، ما لم يكن فيه محظور، أو ضرر؛ فإنّ حقّ الأمّ عظيم، وبرّها والإحسان إليها من أفضل الطاعات، وأعجلها ثوابًا، وأرجاها بركة في الرزق، والعمر.
ففي الأدب المفرد للبخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- : .. إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ.
فإن كان عليك ضرر في طاعة أمّك في شراء السيارة، أو تصرفها في أموالك؛ فكلميها برفق وأدب، واعتذري منها بلطف.
أو وسطي بعض الأقارب أو غيرهم ممن لهم وجاهة عندها وتقبل قولهم؛ ليكلموها في ذلك؛ حتى ترجع عن هذه الأمور وهي راضية عنك غير واجِدَة عليك في نفسها.
والله أعلم.