الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما قمت به من رفضك مكالمة هذا الشاب هو عين الصواب، فأنت محسنة في ذلك، فجزاك الله خيرا.
ومحادثة المرأة للرجل الأجنبي لا تجوز إلا لحاجة، وبشرط مراعاة الضوابط الشرعية.
قال الخادمي في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. اهـ.
وقال البهوتي في كشاف القناع: وإن سلَّم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده، دفعًا للمفسدة. اهـ.
وليس من حق هذا الشاب الدعاء عليك لمجرد كونك تركت الحديث معه، فلست ظالمة له، فدعاؤه عليك بسبب ذلك دعاء بإثم، فالمرجو أن لا يستجاب له. روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم. الحديث.
فوصيتنا لك أن لا تشغلي نفسك بأمره، وأن تلتفتي إلى ما ينفعك في دينك ودنياك، وأن تحرصي على صحبة الفتيات الصالحات؛ لِيَكُنَّ عونا لك في أمرك.
والله أعلم.