الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت عن زوجك جملة من الصفات الطيبة، فنوصيك بالاجتهاد في المحافظة على ذلك، وأن يبقى الود بينكما ولا تتركي فرصة لأحد للدخول بينكما أو التأثير عليك تجاهه، بل اصبري ما أمكنك الصبر، ولن تجدي من ذلك إلا الخير. روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.
هذا أولا.
ثانيا: عليك بالإكثار من الدعاء بأن يصلح الله الحال، ويبعد عنك كل ما يؤذيك.
ومن الأدعية المناسبة لهذا ما رواه أحمد وأبو داود عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.
ثالثا: اجعلي التفاهم بينك وبين زوجك السبيل الأمثل لعلاج كل ما قد يطرأ في حياتكما الزوجية من مشاكل، وناصحيه برفق في أمر تصرفات أولاده هذه، وأن عليه أن يوجههم توجيها حسنا ليدفع عنك أذاهم، فـ: لا ضرر ولا ضرار. كما أخبر النبي المختار عليه الصلاة والسلام.
رابعا: إن كانت ابنة زوجك تتكلم عن أبيها بما ذكرت من قولها إنه ليس برجل، وإنه ضعيف الشخصية، فهذا منكر؛ لأنه نوع من الغيبة، وأمرها في حق الوالد أعظم.
روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « أتدرون ما الغيبة؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: « ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: « إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته».
فناصحيها في ذلك ولا تصغي إليها؛ لا سيما أن هذا مما يزعزع ثقتك بزوجك؛ كما ذكرت.
والله أعلم.