الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأمر سهل يسير بحمد الله، فإن الماء لا يثبت كونه مستعملا إلا بعد انفصاله عن البدن، فما دام الماء يسيل على أعضائك فليس مستعملا، فلو غسلت رأسك، ووقع الماء على صدرك وبطنك؛ لم يكن ذلك الماء الذي يصيب صدرك وبطنك مستعملا؛ لأنه لم ينفصل عن جسدك. وهذا معنى كلام النووي -رحمه الله-.
كما أن يسير الماء المستعمل إذا خالط الماء الطهور؛ فإنه يعفى عنه لمشقة الاحتراز، كما بيناه في الفتوى: 55375.
وبهذا التقرير تندفع عنك تلك الإشكالات بحمد الله، فعليك أن تغتسل بصورة عادية، طارحا عن نفسك تلك الأوهام والتشديدات.
والله أعلم.