الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويفرج همّك، ويصرف عنك السوء، ووصيتنا لك ما دامت عندك ميول تجاه هذا الصاحب؛ أن تتركه؛ سدا لباب الفتنة، وأن تحرص على مصاحبة أهل الدين والخلق؛ فصحبة الصالحين من أفضل ما يعين على الاستقامة والصلاح، واستعن بالله، واعتصم به، وتوكل عليه، واسأله أن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن ينجيك من مضلات الفتن.
واعلم أنّ الجنة دار السلام، مطهرة من الخبائث والأكدار، وهي دار النعيم الأبدي، فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، فاشغل نفسك بما يقربك من ربك، ويكون سببا في دخولك الجنة، ولا تستسلم لوساوس الشيطان، وخواطر النفس الأمارة بالسوء، واحذر من الاسترسال معها، والتهاون بشأنها.
قال ابن القيم –رحمه الله- في طريق الهجرتين: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان. أحدهما: حراسة الخواطر، وحفظها، والحذر من إهمالها، والاسترسال معها. فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى، حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه، حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. انتهى.
واعرض نفسك على طبيب نفسي، حتى تتخلصّ بإذن الله من تلك المشاعر والأفكار المريضة، وأكثر من ذكر الله تعالى ودعائه، فإنّه قريب مجيب.
وللفائدة راجع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.
والله أعلم.