الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا تبطل صلاة أمّك لمجرد أنها قالت التسبيحة الثالثة أثناء القيام من الركن، بل صلاتها صحيحة، والتسبيح الواجب في الركوع والسجود هو مرة واحدة فقط، وأما الثلاث، فهي مستحبة، قال ابن قدامة في المغني: وَيُجْزِئُ تَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالتَّسْبِيحِ فِي حَدِيثِ عُقْبَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَدَدًا؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يُجْزِئُ أَدْنَاهُ، وَأَدْنَى الْكَمَالِ ثَلَاثٌ. اهـ
فما دام أن أمّك قد استقرّت ساجدة، وسبّحت ولو لمرة واحدة؛ فقد أتت بالواجب، ولم تسرق في صلاتها.
وكذا لا تبطل صلاة والدك لمجرد أنه رفع يديه للركوع قبل أن يكمل الفاتحة، والمهم أنه يكمل الفاتحة وهو قائم، وأما رفع اليدين، فهو سنة مستحبة، لا تبطل الصلاة بتركها، ولا بفعلها قبل الانتهاء من الفاتحة.
ويشرع لك أن تبين لهم الفعل الصحيح برفق، وحكمة، فإن استجابوا؛ فبها ونعمت. وإلا، فقد أدّيت الذي عليك، وصلاتهم صحيحة.
والله أعلم.