الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن تحسن الظن بزوجتك، وتحمل أمرها على أحسن المحامل؛ إذ الأصل في المسلم السلامة حتى يتبين خلافها، وقد جاء الشرع بالنهي عن إساءة الظن بالمسلم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، فإذا كانت زوجتك صالحة، فصدقها فيما تقول، ولا ينبغي لك تكلُّف البحث عما إن كانت قد صلت أم لا.
وإن كانت عندها رقة في دينها، وتخشى أن تفرط في الصلاة، فذكِّرْها بين حين وآخر من غير إكثار يؤدي للملل، وربما ترتب عليه عكس المقصود من الانتفاع بالذكرى.
والأفضل أن تعقد في البيت حلقة لقراءة القرآن، وقراءة بعض الأحاديث، وكلام أهل العلم، ففي ذلك إحياء للقلب، وزيادة للإيمان، يكون معه نشاط في الطاعة، وحرص على كل ما فيه رضى الرحمن من المحافظة على الصلاة، وغير ذلك.
قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {الأنفال 3:2}.
وإن لم يتيسر لك إقامة حلقة الذكر والعلم في البيت، فاحرص على تشجيعها على الالتحاق بمراكز التحفيظ، وحضور مجالس العلم في هذه المراكز وغيرها.
وإذا تبين لك بأنها تاركة للصلاة تماما، فالمنكر هنا أشد، والأمر أعظم، فابذل لها النصح بالحسنى، وخوفها بالله وأليم عقابه، وذكرها بخطورة ترك الصلاة، ويمكنك الاستفادة من النصوص الواردة في ذلك، وقد ضمنا بعضها الفتويين التاليتين: 355606، 1145.
فإن استجابت، وتابت إلى الله، وأنابت، وحافظت على الصلاة؛ فالحمد لله، وإلا؛ ففراقها -والحالة هذه- خير لك.
والله أعلم.