الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرّج همّك، ويغفر ذنبك، ويلهمك رشدك، ويثبتك على طاعته، ويجنّبك ما يسخطه، وأن يهدي والديك، ويردّهما إلى الحق.
وإذا كنت تقصدين بالحجاب تغطية الوجه؛ فالأمر فيه سعة؛ لاختلاف أهل العلم في حكمه، والجمهور على عدم وجوب تغطيته؛ فيسعك الأخذ بقولهم، ولا يلزمك ترك الدراسة بسبب المنع من تغطية الوجه، وراجعي الفتوى: 50794.
وأمّا إن كان المقصود بمنع الحجاب؛ منع تغطية الرأس، والصدر، ونحو ذلك؛ فهذا منكر بلا ريب، ولا يجوز لك التهاون في حجابك، ولا طاعة لمخلوق في تركه.
لكن إذا كنت تقدرين على إتمام هذا العام الدراسي من غير أن تظهري أمام الرجال الأجانب متبرّجة؛ فالذي نوصيك به أن تكملي الدراسة.
أمّا إذا لم يكن بإمكانك إتمام هذه الدراسة إلا بالظهور متبرّجة أمام الرجال الأجانب؛ فعليك تركها، والبحث عن غيرها، بحيث تحافظين على الستر الواجب عليك.
ولا ريب في كون سلامة الدِّين مقدمة على سلامة الدنيا، ومن اتقى الله، وصبر على طاعته، وتوكّل عليه؛ فلن يضيعه الله، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90]، قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: أي: يتق الله، ويصبر على المصائب، وعن المعاصي (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) أي: الصابرين في بلائه، القائمين بطاعته. انتهى.
وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2ـ3}.
والله أعلم.