الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس الأمر بهذا السوء الذي تصوّره قطعًا، فكونك تستشعر ألم المعصية، ومرارة البُعد عن الله تعالى؛ فهذا دالٌّ على أن فيك خيرًا كثيرًا -والحمد لله-.
فعليك أن تستثمر هذا الخير في نفسك، وأن تقبل على الله بإخلاص، وصدق، وأن تعلم أنه لا يردّ تائبًا، ولا يخيّب آملًا، فادعه، والجأ إليه بإخلاص، وصدق، وانطرح على أعتابه -سبحانه- انطراحَ المسكينِ الذي لا منجى، ولا ملجأ له من الله إلا إليه.
واعلم أن ربك يجيب المضطر إذا دعاه، فإذا دعوته دعاء المضطر، واستغثت به استغاثة الغريق؛ نجّاك من شر نفسك، وأزال عنك ما تجد من وحشة المعصية.
واستعن على ذلك بصحبة أهل الخير والصلاح، وبمجاهدة النفس مجاهدة صادقة.
ولا تجزع إذا وقعت في حمأة المعصية، بل بادر معاصيك بتوبة نصوح؛ فإن ربك يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.
ومهما تكرر منك الذنب، فكرّر التوبة، ولا تيأس من رحمة الله، وأدِمِ الوقوف بباب الله؛ فإن من أدمن طرق الباب، أوشك أن يفتح له.
وعليك بتعلّم العلم الشرعي؛ فهو الذي يعرّفك مكامن الضعف في نفسك، ومواطن القوة فيها؛ فتستغلّ مواطن قوّتك، وتتجنب مكامن ضعفك.
وحافظ على الفرائض، وأكثر من النوافل.
وتَفَكَّرْ في أسماء الرب وصفاته، وفي الآخرة وأحوالها.
واقرأ القرآن بتدبّر، واستمع لما ينفعك من المحاضرات، والمواعظ.
وإياك واليأس من رحمة الله؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحًا.
والله أعلم.