الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى مكانة الوالد، وحقّه على ولده -ذكرًا كان أم أنثى- في بِرّه، والإحسان إليه، وقد سبق أن بينا بعض النصوص في برّ الوالدين في الفتوى: 366349، والفتوى: 66308.
وإن أطعت أباك، واستجبت لرغبته في العمل معه؛ فهذا من البِرّ الذي نرجو أن تجدي ذخره في الدنيا والآخرة.
وأما وجوب الطاعة؛ فقد ضبطه الفقهاء بكونه فيما فيه مصلحة للوالد، وحيث لا يوجد ضرر على الولد، كما هو مبين في الفتوى: 76303.
وإضافة إلى عدم الضرر، يجب أن لا يترتب على العمل مع الوالد التفريط في حق الزوج -إن وجد-، فحق الزوج مقدَّم على حق الوالدين عند التعارض، كما أوضحناه في الفتوى: 19419.
وننبه إلى أن الأصل فيما يملك الولد أنه ملك له، لا يجوز لوالده التصرف فيه، إلا وفقًا لضوابط شرعية بيّنها الفقهاء، ويمكن أن تراجع فيها الفتوى: 46692.
والله أعلم.