الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالشخص إذا حصل بيده مالا حراما كالمسروق والمغصوب ونحوها وجب عليه رده إلى صاحبه أو إلى ورثته، فإن تعذر رده إليهم أو كان هذا المال من مكسب حرام، فسبيله أن ينفق في أوجه الخير ومصالح المسلمين كالفقراء والمساكين والمحتاجين، وإذا جهل الشخص مقدار هذا المال، فإنه يخرج ما يغلب على ظنه ويتيقن براءة ذمته به، فإذا فعل ذلك، فقد برأت ذمته وطابت له بقية ماله، وما بقي له من المال حلال يعامل معاملة المال الحلال، فيتصرف فيه نفقة وأكلا وشربا وبيعا وشراء، ويحج به ويعتمر، ويخرج منه الزكاة إن كان نصابا بنفسه أو بما انضم إليه من أموال أخرى تجتمع معه في الأصل وحال عليه الحول، المهم أنه بعد تخلصه من القدر الحرام يصير مالا حلالا طيبا كغيره من الأموال التي هي حلال.
والله أعلم.