الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما تدفعه الدولة من تموين للأرملة كل شهر، وامتلاكها سيارة ليس فيه مانع من أن تتزوج بمن يعفها وتستعين به في تربية أولادها. ثم إننا لم نشر إلى أن أباك لا يستطيع أن يتزوج إلا إذا وافق أولاده وإخوته، بل على العكس فالذي قلناه هو أنه ليس لأولاده ولا لإخوته الاعتراض على زواجه هذا.
وأما سوء معاملة أبيك لأمك وسبه لها فإنه يتنافى مع قول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]، فكان عليه أن يكرمها ويحسن معاملتها ويعاشرها بالمعروف ويسعى في تأليف قلبها، وإذا لم يفعل ذلك وكان يسبها، فإن لها الحق في طلب الطلاق منه، قال خليل: ولها التطليق بالضرر ولو لم تشهد البينة بتكرره.انتهى، ولكن إضراره بإمك لا علاقة له بزواجه من أرملة أخيه، وراجع الفتوى رقم: 21602.
والله أعلم.