الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ونسأل الله تعالى أن يفرج همكم، وينفث كربكم، وأن يعافيكم في دينكم ودنياكم.
وأما التفكير في الانتحار؛ فلا يعذر فيه بأي حال مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر! ويعلم أن الله تعالى رؤوف رحيم، غني كريم، حكيم عليم، لا يقضي بشيء إلا لحكمة، علمها من علمها وجهلها من جهلها، ويعلم أن الموت بداية، وليس نهاية، وأن الدنيا فانية زائلة، وأما الآخرة فباقية دائمة، وأنه ليس بعد الموت من دار إلا الجنة أو النار، ويعلم أن الله تعالى إنما خلقنا امتحانا واختبارا؛ ليميز الخبيث من الطيب، قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك: 2] وقال عز وجل: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [آل عمران: 179] وقال سبحانه:أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت: 2،3].
ولمعرفة حكم الانتحار، وعاقبة المنتحر راجع الفتوى: 10397.
فاصبر واحتسب، وانتظر من الله الفرج. وعليك -أخانا الكريم- بقراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقصص القرآن، حتى تعلم حقيقة الدنيا، وأنها دار بلاء ومحنة، وأن أشد الناس بلاء فيها هم الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل.
وانظر للأهمية هذا الرابط: https://www.islamweb.net/ar/article/135378/%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%B5%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81
وراجع في الوسائل المعينة على الصبر، وفضل أهله الفتاوى: 117638، 446605، 18103، 5249.
وراجع في حكم تمني الموت، وبماذا يدعو المرء عندئذ الفتويين: 322690، 358735.
والله أعلم.