الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن حلق شعر الميت أو قصه مكروه، قال خليل بن إسحاق المالكي: وكره حلق شعره وقلم ظفره وهو بدعة.
وذهب بعض العلماء إلى أن ذلك حرام، قال صاحب كنز الدقائق وهو حنفي: ولا يسرح شعره ولحيته ولا يقص ظفره ولا شعره، قال شارحه ابن نجيم: والظاهر أن هذا الصنيع لا يجوز. انتهى.
وعلى كل فإن ما سقط من الميت يدفن معه إن كان لا يزال موجوداً وإلا دفن لوحده، قال صاحب مجمع الأنهر: وفي ؟؟؟ لو قطع ظفره أو شعره أدرج معه في الكفن. انتهى.
واستبقاء ذلك على سبل التبرك مخالف للشرع، قال ابن جديح في كتابه التبرك ما ملخصه: التبرك بالصالحين ممكن عن طريق الانتفاع بعلمهم ودعائهم في حال حياتهم، وبعد موتهم عن طريق الانتفاع بما وثقوه من العلم النافع، وما عدا هذا من طرق التبرك بهم فليس بمشروع بل هو ممنوع، ومنه التبرك بما أنفصل منهم كالشعر والريق والعرق. انتهى.
وبما سبق يتضح أن الحكم في شعر الميت أنه يدفن ولا يجوز الاحتفاظ به للتبرك ولا لغيره.
والله أعلم.