الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن بينا أن رعاية الأم كبيرة السن، التي تحتاج إلى رعاية، واجبة على جميع أولادها كل بحسبه، فنرجو مطالعة الفتوى: 127286، والفتوى: 148805.
وإذا لم يأذن لك زوجك بسكنى أمك معك، أو خدمتها، فحقه مقدم، كما أسلفنا بيانه في الفتويين السابقتين.
وليس صحيحا ما ذكره إخوتك من أنك أولى باستضافتها، ولو أمكنك إقناع زوجك بالسماح بسكناها معكم ورعايتك لها، كان أمرا حسنا، وإن ارتأى ذلك، كان له من الله الأجر العظيم.
وتجب رعاية أمك على الميسور من إخوتك، ولو باستئجار بيت لها مستقل، وخادمة مأمونة ترعاها، ولا يجوز تركها عرضة للضياع.
وبر الأم والإحسان إليها من أعظم القربات، ومن أجل الطاعات، ولذلك ينبغي أن يكون محل تنافس أبنائها، لا أن يتدافعوا ذلك. ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 58735.
وإذا كانت الأم مؤذية لأولادها، وقد تختلق المشاكل، فينبغي مداراتها والصبر عليها، مع وجوب الحذر من الوقوع في عقوقها. فلا يجوز الإساءة إليها وإن أساءت، ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 439189.
والله أعلم.