الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ولا يجوز التفريط في أدائها، ولا تأخيرها عن وقتها المحدد لها شرعا من غير عذر شرعي. ومن فعل ذلك فهو متوعد بقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4، 5}.
والصلاة لا تجزئ قبل دخول وقتها، كما سبق تفصيله في الفتوى: 425254.
وبقاؤك في العمل -حسبما ذكرت- سيترتب عليه خروج وقتي الظهر والعصر، فاجتهدي في أن تقتطعي من وقت العمل دقائق معدودة تؤدين فيها الصلاة بطهارتها قبل خروج وقتها. فإن وقت الطهارة، والصلاة، حق للأجير، ولا يدخل في وقت العمل الرسمي.
قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: زمن الطهارة والصلاة المكتوبة ولو جمعة، والراتبة، مستثنى في الإجارة لعمل مدة، فلا تنقص من الأجرة شيئا. انتهى.
فإن كانت جهة العمل تمنعك من الصلاة، فابحثي لك عن عمل آخر لا يتعارض مع وقت الصلاة. وانظري الفتوى: 115370، عن حكم العمل الذي يستلزم إخراج الصلاة عن وقتها.
والله أعلم.