الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرتِه لا يتعدى حديث النفس، وتقومين بمدافعته؛ فإنه لا يضرك، بل نرجو أن تكوني مأجورة على مجاهدتك لنفسك، وراجعي الفتويين التاليتين: 127351، 58741.
وإذا اتهم شخص آخر بالزنا في حال انفراد بنفسه، فلا يعتبر هذا من القذف الموجب للحد، بل هو من الصغائر، كما نص على ذلك الفقهاء.
قال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: وليس هو من الكبائر مطلقا، بل بحضرة أحد. أما القذف في الخلوة؛ فصغيرة عند الشافعية، كما في شرح جمع الجوامع، وقواعدنا لا تأباه؛ لأن العلة فيه لحوق العار، وهو مفقود في الخلوة. اهـ.
وفي أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي: وقال ابن عبد السلام: قذف المحصن في خلوة بحيث لا يسمعه إلا الله والحفظة ليس بكبيرة موجبة للحد لانتفاء المفسدة. اهـ.
وللشافعية بحث ونقاش في هذه المسألة، فمنهم من ذهب إلى أنه كبيرة، ولكنه لا يوجب الحد.
وعلى كل؛ فالواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى.
ويبدو أن السؤال عن مثل هذه الدقائق نابع عن وسوسة، فعليك أن تتغافلي عنها، وتدافعيها قدر ما تستطيعين، حتى لا تتحكم فيك، وإذا غلبتك الوسوسة بحيث أصبحت على حال لا اختيار لك في تصرفاتك، فلا مؤاخذة عليك -حينئذ- فيما يصدر عنك من أقوال، أو أفعال بسبب الوسوسة.
وتراجع للمزيد الفتوى: 134455.
والله أعلم.