الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالاستغفار من أنواع الذكر التي ندب الشارع إلى ملازمتها، والإكثار منها؛ فينبغي للمسلم أن يكثر منه لنفسه، ولوالديه، وللمؤمنين أجمعين، ولا حرج في أن تخص هذه المرأة بالاستغفار لها.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر في اليوم والليلة مائة مرة، فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ. رواه مسلم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. رواه النسائي في السنن الكبرى، وأحمد في المسند.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. رواه أبو داود، والترمذي.
فإذا أردت أن تلتزم هذا العدد؛ اقتداء به -صلى الله عليه وسلم-؛ فذلك حسن.
وإذا أردت الزيادة على ذلك؛ فلا حرج، ما لم تعتقد فضيلة خاصة لتلك الزيادة.
والأولى أن لا تداوم عليها مداومتك على ما جاءت به السنة، بل تفعلها تارة، وتدعها أخرى.
ولمزيد من الفائدة، راجع الفتوى: 123939.
والله أعلم.