الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع على كلام لأهل العلم بخصوص هذه المسألة الدقيقة، ولكن يمكن أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترط لتحصيل هذا الأجر مجموعة من الشروط، ومنها: الدنو من الإمام، فمن فرط في هذا ولم يدنُ من الإمام من غير عذر، فلن يحصل له هذا الأجر العظيم - وإن حصل له من الأجر بقدر ما أتى به من أعمال البر، فالله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
قال ابن دقيق العيد: وَالْمُرَتَّبُ عَلَى مَجْمُوعِ أَمْرَيْنِ: لَا يَلْزَمُ تَرَتُّبُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا إلَّا بِدَلِيلٍ خَارِجٍ. انتهى.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار، وهو يعدد فوائد الحديث: ... وأن الجمع بين هذه الأمور سبب لاستحقاق ذلك الثواب الجزيل. انتهى.
لكن من كانت عادته فعل هذه الأمور، ثم حيل بينه وبينها لعذر مرض أو غيره، فإن الأجر يكتب له -بإذن الله تعالى- كما في صحيح البخاري من حديث أبي موسى -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا.
وعليه؛ فمن كان قادرا على الدنو من الإمام فليفعل، ولا يقصر في ذلك، ليتم أجره، ويحصل هذه الفضائل العظيمة.
وأما من عجز عن ذلك، وعلم الله منه أنه لو قدر لفعل، وإنما حال بينه وبين ذلك العذر، فإنه تعالى برحمته يكتب له أجره بنيته، وفضل الله تعالى واسع.
والله أعلم.