الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكفالة اليتيم من القربات التي يعظم ثوابها عند الله تعالى، فقد ثبت الترغيب في فعلها في الحديث المتفق عليه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئاً.
فإذا كنتِ قد تطوعت بذلك المبلغ، فهذا عمل طيب تثابين عليه -إن شاء الله تعالى-، ولا يجب عليك الاستمرار فيه، سواء كان الأيتام المذكورون يحصلون على مكافأة أم لا؟
والمكافأة التي يتقاضاها أولئك الأيتام إن كانت تكفي لتوفير جميع حاجاتهم الضرورية، فتعتبر كفالة لهم، ولكن من الأفضل في حقك والأكثر ثواباً عند الله -تعالى- عدم قطع ما اعتدتِ عليه من فعل الخير، خاصة إذا كان ما يحصل لهؤلاء اليتامى لا يكفي لسد حاجاتهم الأساسية، وتذكري قول الله تعالى: وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ {البقرة: 215}، وقوله تعالى أيضاً: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا {المزمل: 20}.
والله أعلم.