الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تسأل عن حكم الرجعة من الطلاق الذي أوقعته عليها بعد الخلوة الصحيحة؛ فهذه الرجعة صحيحة؛ لأن الخلوة الصحيحة لها حكم الدخول، ويملك الزوج بها حق الرجعة، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 103377.
ومجرد الانفصال لا يقع به الطلاق، فإن لم تكن قد طلقتها، ولا تزال في عصمتك، فلا يجوز لها أن تتزوج من غيرك حتى تطلقها، وتنقضي عدتها.
فمن موانع الزواج كون المرأة في عصمة زوج، قال الله -سبحانه- عند ذكر المحرمات من النساء: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ{النساء:24}. قال البغوي في تفسيره: يَعْنِي: ذَوَاتَ الْأَزْوَاجِ، لَا يَحِلُّ لِلْغَيْرِ نِكَاحُهُنَّ قَبْلَ مُفَارَقَةِ الْأَزْوَاجِ. اهـ.
وقال ابن قدامة: فأما الأنكحة الباطلة، كنكاح المرأة المزوجة، أو المعتدة، أو شبهه، فإذا علما الحل والتحريم، فهما زانيان، وعليهما الحد، ولا يلحق النسب فيه. اهـ.
وننبه إلى أمرين:
الأمر الأول: إذا حدث شيء من النزاع، فلترفعا الأمر للجهات المختصة بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية.
الأمر الثاني: ينبغي مراعاة ما قد يكون من عرف في تأخير الزفاف، وتراجع الفتوى: 206107.
والله أعلم.