الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تطلب العلم قدر طاقتك حسب الوسائل المتاحة، فإن لم يكن متاحا إلا الكتب والأشرطة، فعليك بالموثوق به منها فاعتمده، وحبذا لو استمعت إلى شروح العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-، فإن له في مختلف فنون العلم شروحا مفيدة.
وأما ما سألت عنه من حفظ السنة؛ فعليك أن تسدد، وتقارب، وتأخذ القليل الذي تستطيع المداومة عليه. فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
واجعل للحفظ وقتا ثابتا، وللمراجعة وقتا آخر، بحيث تتمكن من مراجعة المحفوظ في وقت كاف، ولتكن بداءتك في حفظ الحديث بالأربعين النووية، وتتمتها للحافظ ابن رجب، ثم بعمدة الأحكام لعبدالغني المقدسي، ثم ببلوغ المرام للحافظ ابن حجر، مع إدمان النظر في رياض الصالحين للنووي، وكتب السنة المدونة؛ كالصحيحين، والسنن الأربعة، وهكذا.
فإذا حصل لك هذا القدر من المحفوظ؛ فقد حصل لك خير كثير -بحمد الله-، وينبغي أن تقدم حفظ القرآن -إن لم تكن حافظا له-، وتطالع شيئا من التفسير كتفسير السعدي، وتفسير ابن كثير لتستبين معاني كلام الله تعالى.
ومتى نظمت وقتك بحيث جعلت لكل وظيفة وقتا محددا؛ فإنك لن تجد مشكلة في الحفظ، ولا المراجعة، مع الاستعانة بالله تعالى، وإدامة دعائه أن يرزقك العلم النافع.
والله أعلم.