الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الله تعالى على كل شيء قدير. ولكن المحال ليس بشيء أصلا، ولذلك لا تتعلق به القدرة. وهذا المعنى إذا لم يراع لزمت لوازم باطلة، وحصل التناقض.
ومثال ذلك من يسأل: هل يستطيع ربكم أن يخلق مثل نفسه؟ أو أن يفني نفسه؟ أو أن يخلق من يقتله ويغلبه؟ أو يخلق شيئا أكبر منه، أو أن يخلق حجرا يعجز عن حمله ... ومثل هذه الأسئلة الباطلة المبنية على إمكان المستحيل الذي هو ليس بشيء أصلا.
وعلى هذا النحو تجري الصفات الذاتية لله تعالى، كالحياة والقدرة والعلم ... فمن المحال أن يكون الله سبحانه: ليس بحي، ولا عليم، ولا قدير! وهذا معنا قولنا: إن هذه الصفات وغيرها من الصفات الذاتية لا تتعلق بالمشيئة؛ لأنها لا يمكن عدمها، أو عدم اتصاف الله بها.
فلا يصح أن يقال: الله -عز وجل- إذا شاء قدر، وإذا شاء لم يقدر (عجز). أو: إن شاء علم، وإن شاء لم يعلم (جهل). فهذا باطل ومحال، فلا تتعلق به المشيئة.
وراجع الفتوى: 416077. وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.