الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول في البدء: إن هذه الأمور لا تعدو أن تكون هواجس وخواطر شيطانية، يريد الشيطان أن يدخل بها على قلبك الأحزان؛ فمن شأنه إغاظة المؤمن، وإدخال الحزن عليه، قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {المجادلة:10}.
فاستشعري أن لك رًّبا يحميك، فتوكّلي على الله سبحانه، واستعيذي به من الشيطان الرجيم، فهو القائل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، واجتهدي في مدافعة هذه الخواطر، وتناسيها.
والذي يظهر لنا أنك لم يكن منك دعاء على نفسك بعدم الزواج مطلقًا، بل غاية ما سألت ربّك أن ييسر لك الزواج في الدنيا من الرجل المناسب، فإن لم يتيسر في الدنيا ففي الجنة.
وعلى تقدير أنك دعوت على نفسك، فقد لا يكون هذا الدعاء سبب تأخّر زواجك، بل قد يكون الأمر مجرد ابتلاء؛ ليمتحن الله صبرك، والزواج نوع من الرزق، سيأتيك ما كتب لك منه.
فتوجّهي إلى ربك، وتضرّعي إليه، وسلِيه أن ييسّر لك الزوج الصالح.
ويمكنك أن تستعيني في سبيل البحث عنه بالموثوقات من صديقاتك وقريباتك، فهذا مما لا حرج فيه شرعًا، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 18430.
نسأل الله تعالى أن يفرج همّك، وينفّس كربك، وييسر لك الزوج الصالح، ويرزقك منه الذرية التي تقرّ بها عينك، ونسأله -سبحانه- أن يحقق لك بغيتك، ويسعدك في دنياك وأخراك؛ إنه سميع مجيب.
وإذا غلب على الظن أن هنالك بعض الأمور غير العادية -من السحر، أو المسّ، ونحوهما-، فينبغي الحرص على الرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتوى: 4310، والفتوى: 7970.
والله أعلم.