الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولكم، ولجميع أبناء المسلمين، الهداية والتوفيق، لما يحبه الله ويرضاه.
وأما تركك لسماع الأغاني ولو كانت هادفة، فهو الصواب، ولا سيما لو كانت معها معازف وموسيقى؛ لحرمتها على الراجح. وما تضمن منها فحشا ودعوة إلى الرذيلة، وتحريك الشهوات والغرائز إلى ارتكاب ما يسخط الله -تعالى- أعظم وزرا وأشد إثما.
هذا، وقد أبدل الله -تعالى- المسلم سماعًا أفضل من هذا السماع، به يطمئن القلب، ويزداد الإيمان، وتتحرك الجوارح طلبًا لرضا الرحمن، والفوز بعالي الجنان. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4].
فلتحرصي على هذا السماع -أيتها الأخت الكريمة- ولا بأس بسماع ما هو مباح من الأناشيد الهادفة، التي لم تصحبها معازف.
وليوطن المرء نفسه على حب الخير وما ينفعه، واجتناب المعاصي والمشتبهات وغيرها مما لا تؤمن عاقبته.
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
يقول محمد رشيد رضا في تفسير المنار: فتذكر أيها المؤمن أن الذي يوطن نفسه على أن تكون حياته لله، ومماته لله، يتحرى الخير والصلاح، والإصلاح في كل عمل من أعماله، ويطلب الكمال في ذلك لنفسه، ليكون قدوة في الحق، والخير في الدنيا، وأهلا لرضوان ربه الأكبر في الآخرة... اهـ.
وللفائدة انظري الفتوى: 198505.
والله أعلم.