الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لهذه الأخت تعففها عن أخذ ما لا تحتاج إليه، ثم إن كانت أختها محتاجة لشيء من تلك الصدقات، فيجوز لها إخبار المياسير بكونها تعرف ناسا من المستحقين، وتحثهم على التصدق عليهم، وهذا من الشفاعة الحسنة التي يرجى لها ثوابها؛ كما قال تعالى: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا {النساء:85}.
ولا يلزمها أن تخبر المتصدقين بأعيان المستحقين، وإرادتها الستر عليهم أمر حسن جميل لها عليه المثوبة -إن شاء الله-، وليست مذمومة إذا طلبت الصدقة لهؤلاء المحتاجين، ولا تكون داخلة في سؤال الناس المنهي عنه.
ولبيان ما يمدح وما يذم من السؤال تنظر الفتوى: 409396.
وينبغي لها أن تعطيها المال الذي تصدق به عليها، وهي تصرفه كيف شاءت، ولا تأخذ منه شيئا لنفسها، وإن كان لها دين على تلك المرأة، فلعل لها حاجات أخرى أهم من قضاء الدين، ثم هي وكيلة في دفع المال إليها، فعليها أن تفعل ما وكلت فيه، فإن دفعت إليها تلك المرأة شيئا من المال بعد ملكها له في قضاء دينها، فلا حرج حينئذ في أخذه.
والله أعلم.