الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق والفلاح في دنياك وأخراك.
وأما مسألة حفظ القرآن، وطلب العلم الشرعي، والجمع بين ذلك، وبين التفوق في الدراسة الجامعية للطب، فهذا يتطلب عزيمة قوية، وخطة متوازنة للاستغلال الأمثل للوقت والجهد، وتفصيل ذلك يختلف باختلاف: الإمكانات الشخصية، وظروف البيئة، وطريقة الدارسة الجامعية، وتوفر العوامل المساعدة لكل مطلب.
والذي يمكننا قوله بصفة عامة: إن إعطاء كل شيء حقه، والجمع بين الفضائل والمصالح، لا يتأتى إلا بالصبر، والمصابرة، والمتابعة، والاجتهاد، وقبل ذلك وبعده بتوفيق الله تعالى للعبد، وإعانته، وتسديده.
ولذلك فالبداية هي: صدق التوكل على الله تعالى، وحسن الاستعانة به، والإلحاح في دعائه، وتحقيق تقواه بتصحيح النية، وترك السيئات، والاجتهاد في الحسنات.
ثم بعد ذلك تعيين الوقت والجهد المناسب لكل مطلب، والابتداء بالممكن، والتدرج في طلب الزيادة. فمثلا: مسألة حفظ القرآن، وطلب العلم: ننصح السائلة إن كانت مبتدئة في ذلك أن تبدأ بحفظ خمس آيات، ولا تتجاوزها في الحفظ إلا بعد إتقانها، وليكن العلم الذي تبتدئ به هو تفسير القرآن؛ لشرفه في ذاته، ولكونه ييسر الحفظ، فتتعلم معاني الآيات التي تحفظها، وتجتهد في العمل بها، وانظري الفتوى: 271006.
ولتبدأ القراءة بكتاب: (ما لا يسع المسلم جهله) وهو متوفر على الإنترنت.
ومما يفيد السائلة بصفة عامة أن تبحث عن صحبة صالحة ناصحة من الأخوات الفضليات، تدل على الخير، وتعين عليه.
وراجعي للفائدة الفتاوى: 292273، 436195، 301681.
والله أعلم.