الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لك الجزم بأن بك مَسًّا أو سِحْرًا ما لم تكن ثَمَّ قرينة قوية دالة على ذلك، وليس كل ألم أو تغير يحسه الإنسان من نفسه مما يلزم منه وجود المس والسحر، وإذا قدر أن بك شيئا من ذلك، فعلاجه هو الرقى والأذكار.
فارقي نفسك بالفاتحة، والمعوذات، ونحوها، مما ورد من الدعوات الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي ذلك الخير الكثير، وإذا لزمت الذكر، والدعاء، والرقية من الكتاب والسنة؛ زال عنك ما تجدين بإذن الله.
وأما استعمال الحجامة في التداوي من هذا النوع من الأمراض، فيشعر كلام بعض أهل العلم بنفعها في ذلك.
قال ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد: والمقصود: ذكر هديه في علاج هذا المرض -السحر-، وقد روي عنه فيه نوعان:
أحدهما: -وهو أبلغهما- استخراجه وإبطاله، كما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه سأل ربه سبحانه في ذلك، فدل عليه فاستخرجه من بئر...
والنوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة، وهيجان أخلاطها، وتشويش مزاجها، فإذا ظهر أثره في عضو، وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو، نفع جدا. انتهى
وراجعي الفتوى : 31450.
وأما ما ذكرته لك تلك المعالجة؛ فلا نعلم ما يدل على صحته من عدمها.
والله أعلم.