الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين من أهم أمور الدين، ومن أعظم القربات، ولكنها طاعة ليست مطلقة، بل هي مقيدة بقيود معينة، ومن ذلك أن لا تكون في معصية الله، فقد ثبت في الصحيحين عن علي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
ومن هذه القيود أيضا أن تكون فيما فيه مصلحة لهما، ولا مضرة على الولد، كما هو مبين في الفتوى: 76303.
وإن كان حل الواجبات المدرسية على الحال التي ذكرت من إعطاء أخيك الإجابة جاهزة، فهذا لا يجوز؛ لأن ذلك الأمر مطلوب منه، يمكن مساعدته فيه، وليس القيام بالحل نيابة عنه، ففي ذلك نوع من الغش والخداع، وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من غشنا فليس منا.
فالذي نوصيك به أن تناصحي أمك في هذا الأمر، وتبيني لها ما يتضمنه من محذور شرعي، إضافة إلى التربية الخاطئة لهذا الولد على العجز والكسل، وهما داءان خطيران قد يؤثران على مستقبله.
ولا شك في أن ما ذكرت عن أخويك من تصرفات فيها نوع من الفوضى والتخريب، فهذا أمر لا يُقبل منهما، خاصة وأنهما في هذه السن، فأحدهما قد بلغ مبلغ الرجال، والآخر قد قارب ذلك، وعليهما المساعدة في ترتيب أمر البيت، لا أن يكونا سببا للخراب.
فينبغي بذل النصح لهما، وإنكار هذه التصرفات عليهما بأسلوب طيب، ولا ينبغي لأمك إقرارهما على هذه الحال التي تتضمن نوعا من التربية الخاطئة، بل عليها أن يكون لها دور في الرعاية، وحسن التوجيه، وإلا فربما تجني الثمار المُرَّة لهذه التربية في المستقبل.
والله أعلم.