الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأنت أيها الأخ الكريم على خير عظيم لما ذكرت من قيامك بالدعوة إلى الله عز وجل والالتزام بالدين، فلا تجعل الشيطان ينتصر عليك وينجح في صرفك عن ما أنت فيه من الخير.
أما ما تقوم به من العادة السرية والنظر المحرم، فهو وإن كان محرما فإن له علاجاً، وعلاجه صرف الذهن تماماً عنه والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يهيجك أو يدعوك إليه مع التضرع بين يدي الله عز وجل أن يصرف عنك السوء والفحشاء، ولك في نبي الله يوسف عليه السلام أسوة فقد فر هارباً من مكان الفاحشة وقال: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:33].
ولا شك أنك بالابتعاد عن المثيرات والدعاء ستوفق إن شاء الله تعالى في الانتصار على نفسك، أما قولك إنك من أهل النفاق فاعلم أن أهل النفاق ليست لهم قلوب حية تحس بالذنب بل هم يرون الذنوب كذباب وقع على أنوفهم فقالوا به هكذا وإذا خلو بأنفسهم فعلوا ما فعلوا وهم لا يرجون جنة ولا يخافون ناراً.
وأنت لست منهم ولله الحمد بل لك نفس ئؤنبك وتلومك ولو كنت منافقاً لما كتبت إلينا ، ولما سألت عن طريق الخلاص، فاستعن بالله واساله أن يصرف عنك هذه الأعمال القبيحة، ولا تترك ما أنت عليه من الخير، فتبوء بعد ذلك بمصيبتين فعل النهي وترك الأمر والخير، وفقنا الله وإياك إلى الهدى والصلاح وصرف عنك السوء والفحشاء.
والله أعلم.