الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في فتاوى سابقة أن الاستخارة لا يراد منها التطلّع إلى الغيب، وإنما المراد منها هو طلب الخير من الله تعالى، واتّباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن نقول: ما دمت قد استخرت، وكررت فعل الاستخارة، ثم توكلت على الله للإقدام على أمر معين، فتعذّر القيام به بسبب بعض العوائق؛ فقد يكون هذا التعذر الذي حصل معك دليلًا على أن ما كنت تسعى إليه لم يكن فيه خير؛ إذ الخير فيما اختاره الله لك، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة:216]، قال المناوي في فيض القدير: والاستخارة طلب الخيرة في الأمور منه تعالى، وحقيقتها تفويض الاختيار إليه سبحانه؛ فإنه الأعلم بخيرها للعبد، والقادر على ما هو خير لمستخيره إذا دعاه أن يخير له، فلا يخيب أمله، والخائب من لم يظفر بمطلوبه، وكان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يقول: خِرْ لي، واختر لي. انتهى.
ولمزيد من الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتاوى: 119835، 314107، 433414، 417709.
والله أعلم.