الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يختلف أهل السنة في عدم التكفير بالكبائر، ولا في عدم خلود المؤمن العاصي في النار.
قال ابن القطان في (الإقناع في مسائل الإجماع):
- أجمع المسلمون من أهل السنة أن مؤمني أهل القبلة الذين آمنوا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبجميع ما أمر الله تعالى ورسوله بالإيمان به، غير خارجين من الإسلام بكبائرهم، ولا مكفرين بها.
- وأجمعوا أن أحكام الإسلام جارية على القاتل، والزاني، وشارب الخمر، وسائر الكبائر، مخاطبون باسم الإيمان مشتملة عليهم أحكامه.
- وأجمع الجميع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين الدارجين من المسلمين أن المؤمن مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، غير كافر بها.
- وأجمعوا على جواز الصلاة على كل من مات من أهل القبلة، وإن أذنب أي ذنب كان، ولا يحجب الاستغفار ولا الدعاء عن أحد من المسلمين من أهل الكبائر غير المبتدعين الملحدين.
- وأجمعوا أن العصاة من أهل القبلة مأمورون بسائر الشرائع غير خارجين عن الإيمان بمعاصيهم. اهـ.
والمسلم القاتل -حاكما كان أو محكوما- لا يكفر، ولا يخلد في النار خلود الكفار، ولكنه متوعد بالنار، وبالبقاء فيها إلى ما شاء الله، وإنفاذ هذا الوعيد تحت مشيئة الله تعالى، فإن شاء أنفذه، وإن شاء عفا عنه، وأرضى المقتول ووفَّاه حقه.
وراجع الفتاوى: 288031، 203833، 164027.
والله أعلم.