الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الذي نقرره في فتاوانا هو: أن حقوق الملكية الفكرية، ونحوها من الحقوق المعنوية، مصونة ومملوكة لأصحابها، ولا يجوز التعدّي عليها، وهو الذي صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي، وعليه عامة المجامع العلمية.
وبناء على هذا؛ فلا يجوز تحميل الكتب المنشورة بغير إذن أصحاب الحقوق.
وبعض أهل العلم يرى جواز ذلك للانتفاع الشخصي، لا للاتّجار بها -ببيعها، أو إجارتها، ونحو ذلك-.
فعلى هذا القول؛ فلا حرج في الاستفادة من الكتب المنشورة بغير إذن في تدريس الطلاب، ولا يعدّ هذا اتّجارًا بتلك الكتب.
وعلى كل حال؛ فلا إشكال في أن الأموال المكتسبة من التدريس بواسطة كتب منشورة بغير إذن هي حق للمدرّس، وليست محرمة عليه -وإن قلنا بتحريم تحميله لتلك الكتب، واستفادته منها-؛ لأن الأموال عوض عن جهده وتدريسه، وليست عوضًا عن الكتب المنسوخة.
وراجع الفتاوى: 424249، 425521، 276625، 291607.
والله أعلم.