الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحاجات التي يسألها المؤمن ربه لها حالتان ذكرهما الحافظ ابن رجب في مجموع رسائله حيث قال:
الحاجات التي يطلبها العبد من اللَّه عز وجل نوعان:
أحدهما: ما علم أنه خير محض، كسؤاله خشيته من اللَّه تعالى، وطاعته، وتقواه، وسؤاله الجنة، والاستعاذة به من النار، فهذا يُطلَب من اللَّه تعالى بغير تردد، ولا تعليق بالعلم بالمصلحة؛ لأنّه خير محض، ومصلحة خالصة ؛ فلا وجه لتعليقه بشرط وهو معلوم الحصول ...
النوع الثاني: ما لا يعلم هل هو خير للعبد أم لا؟ كالموت والحياة، والغنى والفقر، والولد والأهل، وكسائر حوائج الدُّنْيَا التي تُجْهَل عواقبها.
فهذه لا ينبغي أن يسأل الله منها إلا ما يعلم فيه الخيرة للعبد، فإن العبد جاهل بعواقب الأمور، وهو مع هذا عاجز عن تحصيل مصالحه، ودفع مضاره، فيتعين عليه أن يسأل حوائجه من هو عالم قادر، ولهذا شرعت الاستخارة في الأمور الدنيوية كلها، وشُرع أن يقول الداعي في استخارته: اللَّهُمَّ أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيم، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -ويسميه باسمه- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ... انتهى
وبناء على ما سبق، فإذا كان الذي تسألينه من الله تعالى لا تدرين أهو خير أم شر؟ فينبغي أن تقولي مثلا "اللهم إن كان(هذا الأمر) خيرا لي فيسره لي" لكن لا يجب عليك هذا، ولا يعتبر من سوء الظن بالله تعالى، بل هو الأفضل .
وراجعي المزيد في الفتوى: 337837. وهي بعنوان " مشروعية الدعاء بتسيير الأمور وجعل الخير فيها"
وانظري لمزيد الفائدة عن كيفية الاستخارة الفتوى: 103976. وراجعي أيضا الفتوى: 76262.
والله أعلم.