الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك بيان حال السيارة للمشتري؛ ولا يجوز لك أن تكتم عن المشتري أمر الحادث، والإصلاحات التي تمت بعده، مهما كان حال السيارة جيدًا؛ فالمشتري يكره أن تخفي عنه هذا الأمر، ومعرفته به لها أثر في القبول، وتحديد الثمن.
جاء في منح الجليل شرح مختصر خليل: ووجب على كل بائع بمرابحة، أو غيرها تبيين ما يكره بفتح الياء والراء أي المشتري في ذات مبيعه، أو صفته لو اطلع عليه المشتري تحقيقا، أو ظنا، أو شكا لترك شراءه، أو قلَّت رغبته فيه. في الجواهر يلزمه الإخبار عن كل ما لو علم المبتاع به لقلت رغبته في الشراء. ابن عرفة: يجب ذكر كل ما لو علم قلت غبطة المشتري. انتهى.
واعلم أنّ الصدق والبيان في البيع؛ سبب للبركة، والكذب والكتمان؛ سبب لذهاب البركة، ففي صحيح مسلم عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا.
والله أعلم.