الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك فسخ الخطبة بسبب نفورك من الخاطب، ولا تكونين بذلك ظالمة للخاطب، قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ولا يكره لها أيضًا الرجوع إذا كرهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها، والنظر في حظها. انتهى.
لكن الذي يجب عليك أن تعلميه أنّ الخاطب أجنبي من المخطوبة ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، لا يكلّمها لغير حاجة، فضلًا عن الاسترسال في كلام الحبّ؛ فهذا غير جائز، وهو الذي كان عليك أن تخافي من عواقبه وتحمّل ذنبه، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع المخطوبة في الفتوى: 57291.
فنصيحتنا لك أن تتوبي إلى الله تعالى مما وقعت فيه من التجاوز في الكلام مع الخاطب، وأن تقفي عند حدود الله تعالى.
وما دمت كارهة للخاطب، فنصيحتنا لك أن تتركيه، بعد أن تتشاوري مع العقلاء من الأهل، ثم تستخيري الله تعالى.
والله أعلم.