الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته لا يقتضي التحريم، ولا أفضلية ترك الإقدام على المشروع، وتلك الجزئيات -مع أن وجودها موهوم أصلًا، وليس بمتحقق- يسيرة جدًّا لا تكاد ترى، واليسير مغتفر، ولا أثر له -كما هو مقرر-، ولم يزل الناس يستعملون أمثال آلات الطحن هذه، ويتعاملون بها، ويبتاعون ممن يستعملها، ولا يرون في ذلك أدنى إشكال. وليس في استعمالها غش أو خداع للمشتري؛ فالناس كلهم يعرفون طبيعة عملها، وليس الأمر سرًّا خاصًّا بالبائع!
وأما قولك: (وجود بعض السلبيات من تناول القهوة، مثل احتمال ترك رواسب في الكلى، ورفع ضغط الدم): فقد أجبناك من قبل في الفتوى: 422461 بأن مثل هذه الأضرار لا تقتضي التحريم.
وننصحك بالبُعد عن التعمّق والتشدّد والتنطّع، وراجع الفتوى: 139733.
والله أعلم.