الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الخجل الذي يمنع المسلم من فعل الخير، خصلة مذمومة، لكن مجرد الخجل ليس بشرك، ولا يأثم المسلم به إلا إذا ترك واجبًا، أو فعل محرمًا، قال ابن القيم في كتابه: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: فإن النفس متى انحرفت عن التوسط، انحرفت إلى أحد الخلقين الذميمين ولا بد، فإذا انحرفت عن خلق الحياء، انحرفت إما إلى قحة وجرأة، وإما إلى عجز وخور ومهانة، بحيث يطمع في نفسه عدوه، ويفوته كثير من مصالحه، ويزعم أن الحامل له على ذلك الحياء، وإنما هو المهانة، والعجز، وموت النفس. اهـ.
وجاء في كتاب: بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية للخادمي: وأفضل الحياء الحياء من الله تعالى)؛ لأنه مانع من مخالفته في الأوامر والنواهي (ثم) الحياء (من الناس فيما لا معصية، ولا كراهة فيه) (وأما ما فيه إحداهما، كالحياء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك السنن، كالسواك، ولعق الأصابع والقصعة، وأكل ما سقط على السفرة، أو على الأرض من الطعام، والجهر بالسلام، ورده، والأذان، والإمامة، ونحو ذلك؛ فمذموم جدًّا؛ لأنه) أي: الامتناع (في الحقيقة جبن) أي: ضعف قلب، وقلة شجاعة (وضعف في الدين) إذ لو كان قويًّا لما خاف لومة لائم (أو رياء، أو كبر، ولو سلم أنه حياء، فحياء من الناس، ووقاحة) أي: عدم حياء (لله تعالى؛ ولرسوله، وجرأة عليهما، والله ورسوله أحق بالحياء من الناس، فما حال من لا يستحيي من خالقه ورازقه) بأنواع الأرزاق (وهاديه) إلى أنواع الخيرات والطاعات (ومنجيه) من المصائب والبليات في الدنيا والآخرة (بترك الأوامر الإلهية والسنن المحمدية، ويستحيي من المخلوق العاجز لطلب ثنائهم، ورضاهم، وحطامهم، ويفر من تعييرهم، ولا يفر من العذاب الأليم ).اهـ. باختصار.
وعلى كل؛ فينبغي لك أن تسعي في علاج هذا الخجل المَرَضي، وقد ذكرنا بعض الوسائل في الفتاوى: 187773، 188687.
ويحسن بك مراجعة المختصين النفسيين، والاستعانة بهم في التخلص من الخجل.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، والاستفادة منه في هذا الجانب.
والله أعلم.