الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت علمت بحرمة العمل في هذه الشركة، فيجب عليك تركه فورا، اللهم إلا في حال الاضطرار، فتبقى إلى أن تزول ضرورتك. وراجع في بيان حد الضرورة التي تبيح العمل المحرم، الفتويين: 237145، 212947.
وأما الراتب الذي حصلت عليه من هذا العمل قبل العلم بحرمته، فلا حرج عليك في الانتفاع به، فقد قال تعالى في حق المال المكتسب من الربا: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة: 275}.
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره: إن كان جهلًا منه، ولا يدري أنه حرام، فإن توبته تجب ما قبلها، وهو له, لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ [البقرة:275]. وأما إذا أخذه وهو يعلم أنه حرام، لكنه كان ضعيفًا في الدين، قليل البصيرة, فهنا يتصدق به. اهـ. وانظر الفتوى: 201874.
والله أعلم.