الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يزيل همّك، ويفرج كربك، وأن يؤتيك من لدنه رحمة، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا.
وأما ما سألت عنه، فجوابه أن أسباب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها.
وهناك بنوك إسلامية، يمكنك الرجوع إليها، والدخول معها في معاملة تمويلية مشروعة تحصل منها على المال الذي تنشئ به مشروعًا.
وأما الربا، فلا خير فيه، والمستجير به عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ولا يجوز للمرء الإقدام عليه، ما لم تلجئه إليه ضرورة معتبرة، كما قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119}.
ولا ضرورة فيما ذكرت، ولا سيما مع وجود البنوك الإسلامية، والبدائل المشروعة، جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: ... ويحرم التعامل مع البنوك الربوية في جميع المعاملات المحظورة شرعًا.
ويتعين على المسلم التعامل مع المصارف الإسلامية، إن أمكن ذلك؛ توقيًا من الوقوع في الحرام، أو الإعانة عليه.
ثالثًا: يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلامي، أن يتعامل مع المصارف الربوية -في الداخل أو الخارج-؛ إذ لا عذر له في التعامل معها مع وجود البديل الإسلامي، ويجب عليه أن يستعيض عن الخبيث بالطيب، ويستغني بالحلال عن الحرام. انتهى.
لكن الشيطان قد يزين للإنسان الحرام، ويغريه به، ويسدّ في عينيه كل الأبواب غير باب الحرام، يريد أن يضله، وأن يغويه، قال تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة:268}.
واعلم أن تقوى الله سبب لكل خير في الدنيا والآخرة، وأنه وعد من اتقاه بتيسير الأمر، وأنه يرزقه من حيث لا يحتسب، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]. وانظر الفتوى: 25686.
والله أعلم.