الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، وثقتك بنا -جعلنا الله وإياك في خدمة دينه، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل، وتقبل منا ومنك كل عمل صالح-. ونسأله أيضًا أن ييسر أمرك، ويفرّج كربك.
وجزاك الله خيرًا على حرصك على الاستقامة على طاعة الله عز وجل، والتزام الحجاب، ونسأله أن يعينك، ويسددك.
ونوصيك بالالتجاء إليه في أمورك كلها، فهو من بيده خزائن السماوات والأرض، وهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
والصبر على أمّك مع كثرة الدعاء، من أعظم ما يعينك في سبيل إقناعها، هذا بالإضافة إلى توسيط أهل الخير، ومن ترجين أن تستجيب لقولهم، فلعلهم يقنعونها.
وينبغي أن تحاوريها بلطف فيما ذكرتْ من أن المال قد يتوفر، والسبل التي يمكن من خلالها أن يتحقق ذلك، فقد ييسر الله لكما من خلال هذا الحوار التوصل إلى بعض الوسائل، فقد تهتدون إلى عمل لا يحتاج إلى الخروج من البيت، أو عمل تمارسه أمّك، أو إخوتك يحصلون به على مال يعينونك به في أمر دراستك.
وفي نهاية المطاف: إن لم يتيسر الأمر، وكنتِ في حاجة للعمل، وقد يلحقك الضرر إن لم تلتحقي بالعمل لكسب المال، فلا حرج عليك في الالتحاق بهذا العمل، مع الاجتهاد في إرضاء أمّك إن غضبت عليك بسببه؛ فطاعة الوالدين لا تجب فيما فيه ضرر على الولد، كما بين أهل العلم، وانظري الفتوى: 76303.
وإذا كان هذا بالنسبة للوالدين، فمن باب أولى الإخوة.
ولكن ننصحك بمحاولة التفاهم معهم أيضًا بلطف، والاستعانة عليهم بالأخيار؛ تجنبًا للشقاق، واتقاءً لعنادهم وتعنتهم.
والله أعلم.