الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر ابن القيم ضمن الأمور العشرين التي يراعيها الطبيب الحاذق: أن يستعمل أنواع العلاجات الطبيعية والإلهية، والعلاج بالتخييل، فإن لحذاق الأطباء في التخييل أمورا عجيبة لا يصل إليها الدواء، فالطبيب الحاذق يستعين على المرض بكل معين. اهـ.
والتخييل هو: الإيحاء والتوجيه النفسي وتعزيز السلوك الإيجابي ونحو ذلك، مما يجلب السكينة والطمأنينة للمريض.
ولذلك ذكر ابن القيم قبل هذا الأمر مباشرة أمرا آخر وثيق الصلة به، وهو: التلطف بالمريض، والرِّفق به، كالتلطُّف بالصبي. اهـ.
وهذا كله يصب في مصب ما يعرف اليوم بالطب النفسي.
وقد نقل الدكتور ممتاز حيزة في كتابه (البحث العلمي الطبي وضوابطه الشرعية) كلام ابن القيم السابق.
وقال: ويقصد بالتخييل الإيحاء، وهذا ما يذكرنا بأهمية التعامل مع المريض وطمأنته، وهو أمر ضروي لدعم أجهزة الوقاية والمناعة في البدن. اهـ.
وقد سبق لنا التنبيه في الفتوى: 346174 على أن العلاج بالإيحاء نوع قديم من أنواع التداوي على اختلاف في تسميته وفي طرقه، ومن حيث الجملة لا حرج فيما يعتمد على التوجيه والإرشاد النفسي الصحيح، وتعزيز السلوك الإيجابي ونحو ذلك. اهـ.
كما سبق لنا في الفتوى: 101320 بيان جواز العلاج بالتنويم الذي يقوم على الإيحاء والممارسات النفسية إذا استخدم فيما هو خير.
وأما الطريقة التي ذكرها السائل، فلا تعتمد على ما سبق، وإنما تعتمد على الكذب والتدليس الذي لا يتعين سبيلا للعلاج، ولا ضرورة إليه.
والله أعلم.