الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت؛ فإنّ زوجك ظالم لك، ومسيء لعشرتك، ونصيحتنا لك أن تتفاهمي معه، وتبيني له ما أوجب الله على الزوج من المعاشرة بالمعروف، وتخوفيه عاقبة الظلم، وتتعاوني معه على طاعة الله، وتحثيه على مصاحبة الصالحين؛ وإذا لم يستجب؛ فوسطي بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم، ليكلموه؛ فإن تاب زوجك وعاشرك بالمعروف، فاشكري الله، وعاشري زوجك بمعروف، وأمّا إذا بقي على إساءته، وتقصيره في حقوقك، فوازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته بطلاق أو خلع، واختاري ما فيه أخفّ الضررين.
وذكرّي أولادك بالله، وبما أوجب عليهم من برّ الوالدين، والإحسان إليهما، وخوفيهم عاقبة عقوق الوالدين، واصبري، ولا تيأسي، واستعيني بالله تعالى، وأكثري من دعائه بإلحاح، ولا تتعجلي النتيجة، واعلمي أن الدعاء من أنفع الأسباب ومن أفضل العبادات، واستجابته ليست محصورة في تحقق المطلوب.
ففي مسند أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ.
كما أن الاستعجال قد يكون من موانع إجابة الدعاء، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي.
فداومي على الدعاء، ولا تستعجلي، وأبشري خيرا، وأحسني ظنك بربك، وأكثري من ذكره، فإنّ في الذكر راحة القلب وشفاءه.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارت بموقعنا.
والله أعلم.